منتديات السرايـــا

مرحباً بك يا زائـــرنا الكريم في منتديات السرايا

إذا كنت مسجلاً معنا نرجوا منك تسجيل الدخول أو إذا كنت زائرا وتريد التسجيل معنا فنرجوا منك الضغط على "التسجيل"

نتمنى لك الإستفادة و المعرفة في أقسام المنتدى

للإستفسار أو المساعدة الرجاء مراسلة الإدارة

مع تحيـــــــــــــات إدارة المنتدى
منتديات السرايـــا

مرحباً بك يا زائـــرنا الكريم في منتديات السرايا

إذا كنت مسجلاً معنا نرجوا منك تسجيل الدخول أو إذا كنت زائرا وتريد التسجيل معنا فنرجوا منك الضغط على "التسجيل"

نتمنى لك الإستفادة و المعرفة في أقسام المنتدى

للإستفسار أو المساعدة الرجاء مراسلة الإدارة

مع تحيـــــــــــــات إدارة المنتدى
منتديات السرايـــا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات السرايـــا


 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

  عصا جازورا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
اصدق إحساس
المؤسس ومدير الشبكة
المؤسس ومدير الشبكة
اصدق إحساس


الجنس : انثى
عدد المساهمات : 826
النقاط : 6973
تاريخ التسجيل : 27/08/2009

  عصا جازورا Empty
مُساهمةموضوع: عصا جازورا     عصا جازورا Emptyالإثنين أبريل 30, 2012 8:33 pm



بالرغم من برودة الشتاء .. إلا أننا نحبه لأنه يجعلنا ننشد الدفء .. ويملؤنا بطاقة الكسل اللامتناهي .. فنلزم الفراش لنحظى بالدفء.


إنه يوم الجمعة .. كم هو قصير هذا اليوم .. إذ لا يسمح لنا بالرغم من كوننا صغاراً بالنوم بعد الساعة العاشرة صباحاً .. حيث تبدأ مراسم الاستعداد لصلاة الجمعة. ليمضي اليوم سريعاً .. وما أن يحل الليل .. حتى تنتابني قشعريرة شتاء الخوف وتسري في أوصالي رعشة انقضاء الساعات الأخيرة من يوم الاجازة .. ليخيم على تفكيري شبح يوم دراسي قادم ..


يا إلهي .. فروضي المنزلية لم أنجزها .. لقد كنت أسوف وأسوف بأني سأنجزها فيما بعد .. ولم يتبق شي من الوقت .. ولا أعرف شيئا في مادة الرعب أساساً .. أقصد مادة الرياضيات ..


يا إلهي .. ماذا سأقول لجازورا غداً؟ ( جازورا اسم أطلقناه على معلم الرياضيات الجبار)


كما أنه قال بأنه سيسمع لنا جدول الضرب .. يا ويلي .. وما أدراني أنا في هذا الجدول ؟؟


أشعر بتشنجات في معدتي .. ماذا عساني أفعل ؟؟؟






- " سلمان .. تعال العشاء جاهز " تناديني أمي


أي عشاء يا أمي هذا الذي تتحدثين عنه؟؟ دعيني أفكر في حل لهذه المصيبة ..






لم استطع فعل شي كالعادة واعتمدت نفس حل كل جمعة سبقتها ( يحلها غدأً ألف حلال )


ونمت تلك الليلة بلا عشاء .. لم تكن لي رغبة في الطعام فقد شبعت من الخوف مما قد يحمله لي الغد .






صحوت في الصباح متثاقلاً .. كمن يساق للإعدام .. أقدم رجلاً وأؤخر أخرى ..


وبالرغم من أنني كنت أقرب الطلاب سكناً للمدرسة إلا أنني كنت أجر أقدامي حتى وصلت.


انقضى طابور الصباح ودخلنا غرفة الصف .. كان الهدوء يخيم على المكان .. والخوف باد على وجوه بقية الطلاب .. يبدو أنني لست الوحيد الذي لم يتعشى البارحة. بل بعضهم لم يذق طعم النوم حتى.


هدوء قاتل يلف الغرفة .. بانتظار دخول الجزار .. معلم الرياضيات ..


الكل ينظر للآخر .. فجأة بدأ أحد الطلاب في الخلف في البكاء من الخوف .. فهو من أكثر الطلبة ضعفاً في المادة بل أكثرنا غباءاً. كان يبكي كمن تأكد بأنه سيضرب اليوم لا محالة.


- " سلامو عليكو " جاء هذا الصوت على غفلة دون أن نشعر حتى بدخوله ..


انتفضنا للوقوف كجنود عسكريين في فترة التدريب .. وبصوت واحد


- " وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. كيف الحال يا أستاذ ؟ "


- " أقعدوا اتنيلو على عينكو " أجاب وهو يزفر كالثور الهائج ..


عرفنا أن هذا يوم أسود آخر .. وأن حصة الأربعين دقيقة ستكون رحلة عذاب أخرى في سجلنا ..


أخذ سجل الحضور قائلا وعينه في السجل:


- " مين غايب اليوم؟ "


- " سالم ما جاي استاذ " أجاب أحد الطلبة بسرعة بديهة ظناً بأن ذلك سينجيه من العقاب.


- " يا حمار أنا قلتلك تتكلم؟ " جاءه الرد سريعاً ومتوعداً


اتجه نحو السبورة التي اكتسبت سوادها من سواد أيامنا مع هذا الاستاذ .. وأخذ يكتب العنوان والتاريخ موجهاً حديثه لأحد الطلبة القصار الضعاف البنية في الصف لمسح الجزء الآخر من السبورة ريثما ينتهي من كتابته.


- " قوم يا احمد امسح السبورة "


فيخرج أحمد المغلوب على أمره ليمسح السبورة باذلاً قصارى جهده ليصل بالممسحة إلى أعلى نقطة في السبورة ليمسحها وإلا عانى من الويلات والعذاب ..


- " خلصت استاذ " قالها المسكين ظناً منه بأنه نال على رضا الاستاذ عله يثني عليه


- " 6 ف 8 بكام؟؟ " جاءه الرد الصاعق من الاستاذ


تسمر المسكين في مكانه فاغراً فاه .. يحيل نظره يمنة ويسرة عل أحداً من الطلاب يساعده


- " ما تبصش لزمايلك بصلي أنا .. 6 ف 8 بكام ؟؟؟؟ "


كانت اللحظات تمر بطيئة على أحمد وهو يوزع تفكيره بين نتيجة السؤال وما إذا سيتعرض للضرب أم لا .. وما هي أقصى عقوبة قد يتعرض لها .. ومتى ستتحرك قدماه من مكانها باتجاه كرسيه.


- " إنت أطرش؟؟ بقولك 6 ف 8 بكام؟؟ " عصف الاستاذ في وجه الطالب.






فجاء الرد اليائس ..


- " ما أعرف استاذ "


- " ما تعرفشي؟ تعرف تاكل؟ تعرف تلعب؟ يا حمار يا بجم "


ثم التفت نحو الطلاب قائلا:


- " العصايا فين ؟؟ "


هنا تذكر سلمان أن الاستاذ قد كسر عصاه الاسبوع الماضي في يد أحد الطلاب فتهللت أسارير وجهه حيث لن يجد الاستاذ عصا ليضرب بها هذا اليوم فانتفض قائلا :


- " ماشي عصا استاذ .. العصا مكسورة "






قالها كمن يستحضر نشوة النصر وارتسمت على وجهه ابتسامه مخفية شعر بها الاستاذ الذي بادره قائلا:






- " طب روح عند استاذ مدحت وقوله استاذ سعيد عاوز عصايا "


مضى سلمان لإحضار العصا وكأنه يستشعر ألا يجد العصا المطلوبة .. ولسان حال الاستاذ يقول " أنا ح وريك "


في هذه الأثناء كان الاستاذ سعيد قد بدأ جولته بين الطلاب متنقلا بين جدول الضرب فيجلس من يصيب ويجيب .. ويأمر من يخطئ أو لا يعرف الاجابة أن يظل واقفاً .. بانتظار العصا.


جاء سلمان يمشي واثق الخطى بأنه خيب ظن الاستاذ في العثور على عصا.


- " ما حصلت استاذ "


- " طب روح دور فالملعب وما ترجعش إلا والعصايا فأيدك "


هنا غص سلمان .. ومضى حيث أمره الأستاذ .. وما أن عاد بالعصا حتى كانت الحصيلة من الطلبة الواقفين وافرة والغنيمة عامرة.






ويبدو أن سلمان قد أحسن الاختيار حيث كانت العصا غليظة وتفي بالمطلوب .. على الأقل في هذه الحصة.


ناول سلمان العصا للاستاذ سعيد وهم للانصراف .. فبادره الاستاذ:


- " 5 ف 9 بكام ؟؟ "






صعق سلمان ولم تقو قدماه على حمله .. وبدأ ينتفض ويتصبب عرقاً وأوشك على البكاء ..






- " ما ترد .. 5 ف 9 بكام ؟؟ "


- " ما أعرف " قالها وقد التوى فمه وانهملت دموعه


- " بتعيط ياد؟؟ بتعيط ليه؟؟ هاه؟ انت بتروح البيت تعمل أيه؟ مش حافظ الجدول ليه؟؟ "






هنا بدأ سلمان في البكاء ... وهو ينظر للاستاذ بعين تطلب الشفقة والرحمة






- " افتح إيدك " كان الرد واضحا أن لا عاصم اليوم من ضرب الاستاذ


تردد سلمان أكثر من مرة قبل أن يبسط يده لترتفع يد المعلم كالمنجنيق فتنهال على يده النحيفة بلا رحمة. وقبل أن تلامس العصا يد سلمان .. يسحبها فجأة. فيستشيط المعلم غضباً


- " بتسحب إيدك ليه؟ انته اتجننت؟ لو عملتها تاني ح ضربك أكثر .. افتح ايدك "


ولكن لا إراديا يسحب سلمان يده للمرة الثانية خوفا من أن تكسر أصابعه. ليكون نصيبه من الضرب 9 مرات ليعود إلى كرسيه بيدين شبه مشلولتين.


يبدأ الاستاذ بعدها تمضية ما تبقى من الحصة في تصفية حساباته مع بقية الطلبة الموقوفين.


وقد أمضى هذا الاستاذ تلك السنة المشؤومة على نفس الحال ..


(يجمع) الطلبة ثم (يضربهم) أو (يكسر) العصا بأيديهم وبعضهم (ينطرحون) أرضاً وهم يتلوون من الألم


فيكون بذلك قد حقق كافة العمليات الحسابية .. بكفاءة تامة .. ويد حسابية عقابية لا تعرف الكلل






مضت السنوات وكبرنا .. وكلما صادفت احد الطلبة من ضحايا الاستاذ سعيد .. أقول له:


- " تتذكر جازورا ؟ "


يرد علي :


- " وحد ينساه؟؟ لا بارك الله فيه .. عساهن ايديه الكسر "




(( منقووووووووووول))
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alsaraya-a3.yoo7.com
 
عصا جازورا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات السرايـــا :: ¨°o.O ( القسم الثقافي الأدبي ) O.o°¨ :: ¨°o.O (الحكايات والروايات) O.o°¨-
انتقل الى: