السيد سعيد هو حفيد الإمام الرضي أحمد بن سعيد البوسعيدي مؤسس الدولة البوسعيدية في عمان , وهو أبو الملوك والسلاطين الذين حكموا عمان وزنجبار أحقابا طويلة.
قيل إنه كان صبيا صغيرا في أدم فلقيه الشيخ خلف بن سنان , وكان من أهل الكشف فوضع يده على رأسه , وقال له: ( اتق الله في الرعية ) ، وكان الإمام أحمد بن سعيد صاحب همة عالية , ومطلب سام , وجرأه وإقدام ، فأصبحت عمان وقبائلها تدينان له بالولاء ، وأطفأ كثيرا من الفتن ، وأمر ونهى ، وقام بأمر الدولة، وأعطى المملكة حقها.
ولد الإمام في بلدة أدم بداخلية عمان حيث كانت تتمركز قبائل البوسعيد ، وكانت أدم موطن آبائه وأجداده ، وتمت مبايعته بالإمامة سنة 1744م ، ويجمع المؤرخون على أن أحمد بن سعيد قد تميز بقدر كبير من الحنكة والدهاء ، لذا فقد هادن الفرس حتى يعطي لنفسه فسحة من الوقت لحل المشكلات الداخلية ، وجعل عهده أزهى العهود ، وفي يوم الاثنين 19 من محرم 1198هـ فارق الإمام أحمد الحياة في بلدة الرستاق التي اتخذها عاصمة له ، ويقال عن أولاده أولاد الإمام ، وهم هلال وتوفي قبل والده ، وسعيد الذي خلف والده في الحكم ، وكانت فترة الإمام سعيد فترة ضعف ، وركود فتنازل عن الحكم لولده حمد بن سعيد حيث نقل العاصمة من الرستاق إلى مسقط ، واتخذها عاصمة له فالسيد حمد يمتاز بحنكته السياسية ، والدهاء ، وكان يتهيأ للتوسع في نطاق بلاده ، لكنه اصيب بمرض وتوفي على إثره سنة 1792م ، ثم قام بالحكم السيد سلطان بن أحمد
واتجهت أنظاره إلى خارج عمان بعد أن وطد حكمه في الداخل ، وراح يسترد الأملاك التي ضاعت في غفلة من الزمن فاستعاد جزيرة قشم ، وهرمز ، والبحرين ، وبهذا تمكن من اتقاء الخطر الفارسي والأوربي ، وكذلك قضى على خطر الوهابيين ، الذين غزوا عمان ، ووصل عدد سفن الأسطول العماني إلى أكثر من 500 سفينه ، وفي الداخل قام بتحصين مدينة مسقط ، وبناء قلعه ضخمه على أرض الراوية ؛ لتكون حصنا للمدينة ، وبنى البروج ، وشيَد قصرا ضخما جعله مقرا له ، وفي الثلاثين من نوفمبر 1804م يفارق السيد سلطان أملاكه العمانية ، وتوسعاته أثناء رحلة بحرية ، كان يقوم بها ، بين البصرة وعمان.
وقد ترك ثلاثة أولاد ، هم السيد سالم الذي كان عمره خمسة عشر سنة ، والسيد سعيد عمره ثلاثة عشر سنة ، والسيد حمد وهو أصغر إخوانه ، فكلف السيد سلطان أخته موزة برعاية أطفاله عندما يكون خارجاً للحرب أو مسافرا ، والسيدة موزة امرأة ذات دهاء وسياسيه وذلك جعلها شخصية بارزة مكللة بالهيبة والوقار,إلا وهذا مكنها في دفع ابن أخيها إلى كرسي الحكم دون أن ينازع عليه ، قد لعبت هذه السيدة دوراً كبيرا في إعداد السيد سعيد وتربيته أثرت عليه بقوة شخصيتها وعبقريتها، وأمَدته من طموحها مددا سار به الى التألق والشهرة ، وغذته بالحنكة والدهاء التي اكتسبتها من البيئة العمانية، فكان حظه أكثر من أخيه سالم الذي أقنعته عمته بطريقة أو بأخرى أن يتيح لأخيه فرصة التقدم نظرًا لما يتمتع به هذا الأخير من قوة الصمود ، والشدة والجلد مما حملها على ألاَ تبخل عليه بالمشورة والإعانة في أمور دولته المتسعة التي غدا فيها صغيرا جدا لضئالة جسمه عظيما جدا بفكره ؛ فكم من المشاكل والأزمات والفتن والحروب الطويله التي بدأت له أمام عينيه فغدا محتارا مـاذا يفعـل فيفـزع إلـى عـمته
ولادته
ولد السيد سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد البوسعيدى في ، بلدة الفيحاء بسمائل من المنطقة الداخلية ، وقيل في بلدة الغبرة سنة 1204هـ فكان السيد سعيد منذ بداية طفولته جنديا وفارسا ، ذا قوة ، و شجاعة ، وحنكه في أمور السياسة ، ودهاء ، وكان محبا للتجارة مما جعل بلاده مركز اقتصاد وتجارة ؛ وعرف عنه أنه إنسان عطوف ، محبَُُ لأولاده ورعاياه ؛ يواسيهم في مصائبهم ، ويشاركهم في أفراحهم وأتراحهم ، وآلامهم وآمالهم كما هو دأب الصالحين من أولياء الأمور.
والده
والده هو سلطان بن أحمد بن سعيد بن محمد بن أحمد بن خلف بن سعيد البوسعيدى، الحاكم الثالث من أسرة البوسعيد ، والخامس من بين أولاد الإمام أحمد بن سعيد ، السبعة وكان السيد سلطان أول حاكم بوسعيدي يبدي اهتماما بالمناطق التابعة له في شرق إفريقية ، وقد توفي هذا السيد إثر معركة بحرية في 13/شعبان/1219هـ ، الموافق 30/ نوفمبر / 1804م .
والدته
والدته هي غنية بنت سيف بن محمد بن سعيد بن محمد البوسعيدي، عاشت السيدة غنية في عمان فيما كان السيد سعيد يتنقل من عمان إلى زنجبار، وعند مغادرة السيد سعيد الأخيرة من عمان ذهب لوداع والدته وهو يشعر أنه سيموت إما في طريقه إلى زنجبار أو عند وصوله إليها.
أولاده
السيد هلال : هو أكبر أبناء السيد سعيد ، والدته نجم الصباح ، ولقد لقي حب والده لكونه أكبر أبنائه سنًا ، والسيد هلال رجل ذكي ، وذو سياسة وحكمه، ساعد والده في شئون الحكم . توفي هذا السيد في عهد والده عام 1267هـ .
السيد خالد : ولد عام 1819م ، تسمى والدته خورشيد ، كان السيد خالد جريئا صلبا محبا للتجارة ، توفي في عهد والده عام 1854م عندما كان والده في عمان ، ودفن في زنجبار .
السيد ثويني : ولد في مسقط بين عامي ( 1820 و1821م) وكان نائب والده على حكم عمان ، وبعد وفاته صار هو الحاكم بعمان ، كان محافظاً على البلاد والرعية، بطلا مهابا مقداما ، توفي السيد ثويني عام 1282هـ .
السيد تركي : عاش فترة طويلة في زنجبار، بعد ذلك بعثه أبوه حاكما على صحار، ثم تولى حكم عمان عام (1288هـ 1871م) ، فقام بأمر الرعية خير قيام ، توفي السيد تركي عام 1305هـ .
السيد ماجد : والدته السيدة سارة ، تولى الحكم بعد وفاة والده السيد سعيد عام(1273هـ 1856م) على زنجبار، وتوفي سنة 1870م .
السيد برغش : ولد في زنجبار ، وتولى الحكم بعد وفاة أخيه السيد ماجد سنة 1870م.
كان السيد برغش ذا هيبة ووقار ، توفي سنة 1888م ، ودفن بزنجبار .
السيد خليفة : تولى الحكم بعد وفاة السيد برغش عام 1888م ، وتوفي سنة 1893م
السيد علي : ولد في زنجبار، تسمى والدته نور الصباح ، تولى حكم زنجبار سنة 1890م ، وتوفي سنة 1893م .
السيد محمد : ولد في عمان ، عينه أبوه واليا على السويق ، فكان تقيا زاهدا ، توفي سنة 1902م .
السيد عبد الوهاب : ولد في زنجبار، وتوفي في عهد حكم السيد ماجد بزنجبار
السيد جمشيد : ولد سنة 1842م ، والدته السيدة عائشة ، توفي سنة 1858م .
السيد حمدان : ولد سنة 1843م ، في زنجبار ، وتوفي سنة 1858م .
السيد عبد العزيز : ولد سنة 1850م ، ثم سافر إلى بومباي عام 1871م ، وتوفي بها.
السيد غالب : ولد عام 1845م بزنجبار ، وتوفي سنة 1870م .
السيد عبدالله : توفي في عهد والده .
السيد حمد : توفي في عهد حكم السيد برغش.
السيد طالب: توفي في عهد حكم السيد برغش .
السيد عباس : توفي في عهد حكم السيد برغش .
السيد ناصر : سافر للحج ، وتوفي هناك في عهد السيد برغش .
السيد عبدالرب : توفي في عهد حكم السيد برغش .
السيد بدران : أصغر أبناء السيد سعيد ، كان ذكيا ماهرا توفي سنة 1886م .
بناته
السيدة زوينة : ولدت بمسقط ، وتزوجت من السيد سعود بن على بن سيف بن الإمام أحمد ، وتوفيت في عهد السيد برغش عن عمر يناهز 80 سنة.
السيدة ريا : ولدت بمسقط ، وتوفيت بزنجبار وعمرها 90 سنة .
السيدة شيخة : ولدت بزنجبار ، وتوفيت في عهد حكم السيد حمود .
السيدة عائشة : عرف عنها تسوية الخلافات ، وكان أبوها معجبا بها ، توفيت سنة 1886م .
السيدة خوله : كانت آية في الجمال والحسن ، وكانت تتمتع بتقدير أبيها لكفأتها الإ دارية ، وتنظيم بيت الساحل ، توفيت سنة 1875م .
السيدة خديجة : توفيت في عهد حكم السيد برغش عندما كانت ذاهبة إلى مكه المكرمة لأداء فريضة الحج ، وتوفيت في المدينة المنورة .
السيدة سالمة : ولدت عام 1844م ، من أم شركسية ، وقد استغلت الكتابة والتأليف ، وألفت كتابها مذكرات أميرة عربيه ، وعاشت السيدة سالمة ما يقارب 82 سنه وتوفيت سنة 1924م .
السيدة ميا ، السيدة مثلى ، السيدة نونو، السيدة ميرا ، السيدة زينه ، السيدة زمزم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المصدر / كتاب حاكم خلده التاريخ سعيد بن سلطان