دعت بعض الجهات في مصر إلى الاستغناء عن سياحة الشواطئ والاكتفاء بسياحة الآثار، وهي الدعوة التي رفضها عدد من خبراء قطاع السياحة، مؤكدين أنها تمثل النسبة الأكبر من قيمة دخل ذلك القطاع الحيوي، خاصة أنها ترتبط بها منشآت فندقية وشواطئ أنشئت من عشرات السنين، وفي حال إلغائها ستؤثر على العاملين في مجال السياحة البالغ عددهم 4 ملايين شخص. محمد أبوالعينين الأمين العام لاتحاد غرفة شركات السياحة بشرم الشيخ قال “إن سياحة الشواطئ تمثل أكثر من 80% من قيمة دخل السياحة في مصر، وأي مساس بها يعني تشريد الملايين من العمال الذين يعملون في المنتجعات السياحية”. وطالب بعدم التدخل في الأنشطة السياحية، رافضاً بشكل قاطع تخصيص شواطئ للرجال وأخرى للسيدات، فهذا أمر من المستحيل تنفيذه، لأن ذلك سيعني تقييد حرية السياح، وهو ما يعني انهيار سياحة الشواطئ، لأن السياح سيرفضون القدوم إلى مصر، وهناك العديد من الدول تتمنى أن يوجد لديها مناطق خلابة مثل مصر. أما رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال المصريين المهندس أحمد بلبع فيرى أن هناك منشآت فندقية وشواطئ أنشئت من عشرات السنين، وإذا أرادوا إلغاء سياحة الشواطئ ووقف النشاط فعليهم شراء هذه الفنادق ودفع التعويضات المناسبة، وإلا فسيقوم أصحاب المنشآت برفع دعاوى قضائية وتحكيم دولي، كما أن إلغاء سياحة الشواطئ سيؤثر على العاملين في مجال السياحة، فعدد العاملين الفعليين في قطاع السياحة 4 ملايين شخص، فهناك 20 مليون شخص يعيشون على إيرادات نشاط السياحة. وأوضح أن هناك تراجعاً في دخل السياحة بنسبة 60%، عقب ثورة 25 يناير، فضلاً عن التأثيرات السلبية لحالة عدم الاستقرار السياسي تؤثر في حركة السياحة، فنجد أن أحداث العباسية ووزارة الدفاع أثرت بسلباً في السياحة، حتى إن بعض الشركات السياحية تخوفت من إرسال أفواج إلى مصر. كما أن القوة الشرائية لدى السائح الذي يأتي إلى مصر حالياً تراجعت، حتى إن سعر الغرفة مثلاً انخفض بنسبة 40%، ويجب أن يعود الاستقرار الأمني بنسبة 100%. أما الدكتور مجدي صالح رئيس غرفة شركات السياحة ووكلاء السفر بالبحر الأحمر الرئيس الجديد فيرى أنه يجب أن يتم احترام صناعه السياحة، وأن تتم الاستعانة في إدارة هذا القطاع بمستشارين متخصصين في السياحة والفندقة والبدء في عقد لقاءات مع أصحاب الشركات وملاك الفنادق والمستثمرين بهذا القطاع وإرسال رسالة طمأنه لشركات السياحة الأجنبية والسائح الأجنبي أن الرئيس الجديد يشجع السياحة ويسعى لتطويرها وتنويعها وفتح أسواق جديدة. من ناحية أخرى، يرى الدكتور فياض عبدالمنعم، أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر، أن السياحة تمثل جزءاً كبيراً وهاماً في الاقتصاد المصري، فهي تسهم في الدخل القومي، وفي الإيرادات العامة من الضرائب والرسوم، وفي الإيرادات من العملة الأجنبية التي نحتاجها لاستيراد الغذاء والدواء والسلاح والآلات والمواد الخام.